محمد خاناتي" في الثامنة والثلاثين من عمره.. بطل للعالم في "المصارعة ذات الخانة"
منذ 14 عاماً ترك اللاعب "محمد خاناتي" لعبة "الجودو" التي بدأ فيها مشواره الرياضي لينتقل إلى لعبة "المصارعة الحرة" في نادي "ميسلون الدمشقي"، وبعد تطور مستواه وتحقيقه لعدد من البطولات، انتقل إلى نادي "الجيش" ليكتب من جديد صفحات من تاريخه الرياضي.
كان لنا وقفة مع اللاعب والمدرب "محمد خاناتي" وإنجازه الأخير في بطولة العالم للمصارعة ذات "الخانة"، والتي أقيمت في مدينة "بوسان" بكوريا الجنوبية وأحرز فيها الميدالية الذهبية.
تحدث "الخاناتي" أولاً عن لعبة "المصارعة ذات الخانة" وما يميزها عن لعبة "المصارعة الحرة" قائلاً: «لعبة المصارعة ذات "الخانة" تختلف بشكل بسيط عن لعبة المصارعة العادية في أن اللاعبين يرتدون السراويل بدلاً من لباس المصارع التقليدي، كما أن قوانينها أكثر صرامة حيث يمنع المصارع من مسك أكتاف وأكواع خصمه، وفيما تبقى فإن قوانينها شبيهة بدرجة كبيرة بالمصارعة العادية، وفي سورية لا تزال هذه اللعبة حديثة العهد ولم تدرج ضمن اتحاد المصارعة إلا أنه من المحتمل أن تدرج هذا العام».
أما عن مشاركته في بطولة العالم والإنجاز الذي حققه هناك فقال عنه "خاناتي": «بداية رشحني اتحاد المصارعة السوري للمشاركة في بطولة "آسيا" للمصارعة التي أقيمت في
محمد خاناتي الى اليمين
"نيبال" وأحرزت فيها الميدالية الفضية، وعلى إثرها رشحت للمشاركة في بطولة العالم التي أقيمت في المدينة الأولمبية "بكوريا الجنوبية" وبمشاركة 104 دول وعدد كبير من أبطال هذه اللعبة، وهناك وبعد ستة نزالات استطعت إحراز الميدالية الذهبية».
واجه اللاعب "محمد خاناتي" في طريقه إلى تحقيق الذهب حزمة من الصعوبات ومنها ذكر قائلاً: «من الصعوبات الرئيسية وبشكل خاص في هذه اللعبة هي عدم معرفة القوانين بشكل دقيق، وكما هو معروف فإن معرفة القوانين وتفاصيلها هي أساس الفوز في أي منازلة كانت، ومع غياب هذه اللعبة في "سورية" توجب عليّ متابعة هذه القوانين ومعرفتها بجهد شخصي، كما أن الأوزان كانت مختلفة في البطولة حيث شاركت في منافسات الوزن الحر ولعبت مع أوزان 150 كغ علماً بأن وزني هو 90 كغ».
لحظات من الفرح والفخر عاشها "خاناتي" وعلم بلده يرفع أمام عدد كبير من دول العالم
خلال تكريمه
عن هذه اللحظات تحدث لنا "خاناتي": «كنت أتمنى أن أشارك لحظة تتويجي بالذهب مع أعضاء الوفد السوري إلا أن البعثة السورية إلى البطولة كانت تضم شخصاً واحداً هو السيد "عبد الفتاح الأمير" فكنت اللاعب والمدرب والإداري، إضافة إلى حملي الراية السورية في حفل الافتتاح وهذه كانت من أجمل لحظات حياتي، كما أن وقوفي على منصة التتويج وعلم بلادي يرفع في سماء "بوسان" والنشيد الوطني السوري يعزف في أجوائها ترك في نفسي سعادة تعجز الكلمات عن وصفها».
كما وصف لنا "خاناتي" فإن القائمين على بطولة العالم في "كوريا" استغربوا الإنجاز السوري الذي تحقق وبشكل خاص حين علموا أن عمر اللاعب السوري "محمد خاناتي" هو الثامنة والثلاثين.
حقق "خاناتي" خلال مسيرته الرياضية في حلبات المصارعة العديد من الألقاب فهو "بطل الجمهورية" و"بطل العرب" لعدة سنوات، و"بطل آسيا" للناشئين، كما أنه بطل العالم العسكري،
لعبة المصارعة قوة ودهاء
وأخيراً توج ببطولة العالم في "كوريا"
حالياً يعمل "خاناتي" مدرباً للعبة المصارعة الحرة في نادي "الجيش"، وهنا سألته عن مقومات النجاح في هذه اللعبة فقال: «لعبة المصارعة تقوم على عدة أمور ومن أهمها تأمين متطلبات التدريب والمباريات الخارجية حتى يكتسب اللاعبون خبرة الاحتكاك الخارجي، ومن الناحية البدنية فإن المدرب يلعب دوراً هاماً في تهيئة الطفل منذ صغره حتى يكون مصارعاً قوياً حيث يقوم على بناء عضلات جسده بشكل تدريجي، إضافة إلى إشرافه على نمط الغذاء.. فالطفل في بداية طريقه يكون بصره وسمعه منشداً إلى مدربه، على عكس اللاعبين الشباب الذين يصغون فقط دون متابعة الحركات وتفصيلها، أما أهم نقطة في لعبة المصارعة فهي معرفة قانون اللعبة بكل جزئياته فالمصارع الذي يتقن القانون ويجيد الاستفادة منه من الصعب أن يخسر».
يذكر أن اللقاء مع اللاعب والمدرب "محمد خاناتي" على هامش تكريمه من فرع "دمشق" "للاتحاد الرياضي" في صالة "نادي الوحدة