لايختلف اثنان في سورية ولا في
العالم على أن من يحرز 31 ميدالية ذهبية لبلده لا شك أنه أسطورة رياضية يمكن لنا أن
نتغنى بها على مر الأيام... لأن من يرفع العلم السوري ويعزف نشيد الوطن 31 مرة في كل
أنحاء العالم من شرقه إلى غربه لاشك أنه معجزة رياضية قدم لوطنه وشعبه
الشيء الكثير الكثير، وقد آن الأوان لأن نشكره ونقدره ونرد له الدين.
خالد الفرج مصارع هزم كل
المصارعين من مختلف الجنسيات والأعراق في العالم ثم ترجّل عن جواده معتزلاً بعد إصابة ركبته
ليجد الجحود من القائمين على الرياضة في محافظته ووطنه وليعيش على هامش الحياة غريباً
حزيناً متألماً سائلاً نفسه: أين من كان يصفق لي ويحملني على الأكتاف؟!
وأين من كان يعتبر ذهبيتي
مضمونة في جيب الوطن حتى قبل أن تبدأ البطولة؟
وأين تنفيذ القائمين على
الرياضة لوصية الفارس الذهبي باسل الأسد؟
يحمل 31 ذهبية عربية
ودولية وإقليمية ويحاربونه!
ذهبيـــــاتــــه تعــــــادل
مــــا أحــرزتــه
ســـوريـــة في نصــــــف
مشـــــاركـــــاتها؟
ولد خالد
الفرج في سراقب في محافظة إدلب عام ،1970 وزنه 54كغ وطوله 158سم، وبداياته كانت مع الجمباز عام 1976
لاعباً متفوقاً في بطولة الطلائع ثم انتقل للمصارعة بعدما شاهد أبطالها يتدربون
في صالة إدلب، فأعجب بهم وحاول تقليدهم وهزم بعضهم فلفت إليه الأنظار
وهكذا بدأ المشوار..
انتسب لنادي عمال إدلب عام 1977
لاعباً في المصارعة، ولفت الأنظار لقوته وكفاءته صغيراً وبدأ يفوز ببطولات المصارعة
للفئات العمرية الصغيرة انتسب بعدها لنادي الجيش عام 1989 ولايزال فيه، متزوج وله خمسة
أولاد عبد الله وأحمد وآية وغفران وتسنيم، وهو موظف في فوج إطفاء إدلب
وليس له أي دخل آخر سوى راتبه.
بداية التفوق
تم استدعاؤه لمعسكر المنتخب
الوطني استعداداً لدورة المتوسط العاشرة عام 1986 وكان عمره 16 عاماً وأثبت كفاءة كبيرة جداً
وحجز مكانه في المنتخب الوطني دون منافس، وتلقى عدة عقود للاحتراف من أهم دول
العالم بالمصارعة لكنهم لم يسمحوا له بذلك في ذلك الحين لأنه كان منجم ذهب
المصارعة السورية.
أول ذهبية
كان أول المصارعين السوريين
الذين اعتلوا بساط المصارعة في دورة المتوسط باللاذقية بحكم أنه الوزن الأول »48كغ« وكان
اسمه مغموراً لكل المصارعين بحوض المتوسط وكان فاتحة الخير ومفاجأة البعثة السورية
بإحرازه الميدالية الذهبية الأولى للمصارعة وللبعثة بشكل عام، يومها فاز
على المصارع اليوناني بطل أوروبا 4/،1 وجعله يعتزل المصارعة بعد ذلك،
وكان أصغر لاعب يحمل ذهبية في تلك الدورة بين جميع الدول المشاركة.
يومها استقبلته إدلب من
اللاذقية، حيث رافقه أبناء إدلب المتواجدون في الصالة بمواكب الفرح التي كان أبناء إدلب في
استقبالها على طول الطريق »وكان غالبية من يقود رياضة إدلب ويتحكم في مصيرها اليوم
برفقة موكب الفرح ويتمنون مصافحة الفرج.
منجم الذهب من الألف إلى الياء
ولا أكون مغالياً إذا قلت إنه
من أعظم مصارعي العالم وليس في سورية، لأنه لم يهزم طيلة 16 عاماً إلا في نهائي الألعاب
الأولمبية ونهائي بطولة العالم.. وهذا عرض لسجله الذهبي:
»4« ذهبيات متوسطية متتالية
لا يوجد مصارع في كل دول
المتوسط الأوروبي منها والعربي أحرز ذهبيات »4« دورات متتالية إلا خالد الفرج.
* عام 1987 أحرز الذهبية في
اللاذقية بعدما فاز على بطل اليونان وأوروبا »4/1«.
* عام 1991 أحرز ذهبية المتوسط
في اليونان بوزن »52كغ« عندما فاز بالدور نصف النهائي على الإيطالي سيسيزو مانيزا بطل
العالم وأوروبا والأولمبياد »1/0« ثم فاز في المباراة النهائية على الفرنسي بالنقاط
العالية »10/0«.
* عام 1993 فاز بذهبية وزن 52كغ
متفوقاً في المباراة النهائية على بطل تركيا وأوروبا.
* عام 1997 فاز بذهبية »54كغ«
في إيطاليا متفوقاً بالمباراة النهائية على الإيطالي »4/1«.
* وبذلك أحرز »4« ذهبيات
متتالية في »4« دورات متوسطية وكان الأقوى في حوض المتوسط طيلة »11« عاماً.
»3« ذهبيات بطولة العالم
العسكرية
* عام 1987 أحرز ذهبية بطولة
العالم العسكرية وكانت أول ذهبية يحرزها في حياته متفوقاً على بطل تركيا في
المباراة النهائية »15/0«.
* عام 1992 أحرز ذهبية بطولة
العالم العسكرية بإيران بوزن »52كغ« متفوقاً على بطل تركيا بالنقاط العالية »10/0«.
* عام 1997 أحرز ذهبية العالم
العسكرية بإيطاليا بوزن »54كغ« بعد فوزه بالمباراة النهائية على بطل روسيا وأوروبا
»5/2«.
* وبذلك سيطر على ذهب بطولات
العالم العسكرية منذ عام 1987 وحتى عام 1997 حيث لم يهزمه أحد.
بطل آسيا الذهبي »3ذهبيات«
* عام 1992 أحرز ذهبية آسيا
بإيران بوزن »52كغ« بعد فوزه على بطل كوريا الجنوبية »10/0«.
* عام 1995 أحرز ذهبية آسيا في
الفيليبين بوزن »52كغ« بعد فوزه بالمباراة النهائية على بطل كازاخستان »10/0«.
* عام 1996 أحرز ذهبية آسيا في
الصين بعد فوزه على بطل كوريا الجنوبية بالتيبت بعد عشرين ثانية فقط وحصل على كأس
أفضل لاعب في الدورة.
* وحقق بذلك إنجازاً فريداً
بإحرازه »3« ذهبيات بطولات آسيوية متتالية.
فضية الدورة الآسيوية
وفي عام 1994 أحرز الميدالية
الفضية في دورة الألعاب الآسيوية في اليابان بعد خسارته »بالتحيز« مع بطل كوريا الجنوبية
»5/4« حيث حمل الكوري بعد المباراة من البساط حملاً لشدة إعيائه.
بطل غرب آسيا »ذهبية«:
عام 1997 أحرز ذهبية بطولة غرب
آسيا بإيران بعد فوزه بالمباراة النهائية على بطل قيرغيزستان بالنقاط العالية
»10/0«.
بطل الدورات العربية »3« ذهبيات
* عام 1992 ذهبية الدورة
العربية السابعة بدمشق بعد فوزه في المباراة النهائية على بطل مصر وبطل إفريقيا وبطل
العالم للشباب بالنقاط العالية »10/0«.
* عام 1997 ذهبية الدورة
العربية الثامنة في لبنان بعد فوزه في المباراة النهائية على بطل مصر بالنقاط
العالية »10/0«.
* عام 1999 ذهبية الدورة
العربية التاسعة بالأردن بعد فوزه في المباراة النهائية على بطل مصر »7/1«.
* وبذلك حقق إنجازاً فريداً
بإحرازه ذهبيات »3« دورات عربية متتالية منذ عام 1992 وحتى عام 1999 وهو أمر غير
مسبوق أيضاً.
بطل العرب المطلق »5 ذهبيات«
أحرز خمس ذهبيات في بطولات
العرب التي كانت تقام بين سنوات الدورات العربية:
* عام 1986 ذهبية العرب بالأردن
بعد فوزه على بطل مصر في المباراة النهائية.
* عام 1988 ذهبية العرب في مصر
بعد فوزه بالمباراة النهائية على بطل اليمن.
* عام 1989 ذهبية العرب في
المغرب بعد فوزه في المباراة النهائية على بطل المغرب.
* عام 1991 ذهبية العرب في
سورية بعد فوزه على بطل مصر في المباراة النهائية.
* عام 1993 ذهبية العرب في
سورية بعد فوزه على بطل الجزائر في المباراة النهائية.
شارك في »3« دورات أولمبية
ويكاد يكون من المصارعين القلة
في العالم الذين يشاركون في »3« دورات أولمبية.
* ففي عام 1988 شارك في
أولمبياد سيؤول بوزن »48كغ« وفاز على بطل كولومبيا وكوريا الجنوبية »ثاني أولمبياد لوس أنجلوس«
وبطل إسبانيا وفاز على بطل ألمانيا والعالم وأولمبياد لوس أنجلوس، ثم خسر مع بطل
روسيا وأحرز المركز الخامس في هذا الأولمبياد.
* عام 1992 شارك في أولمبياد
برشلونة وخرج من الدور الثالث.
* عام 1996 شارك في أولمبياد
أتلانتا بأمريكا وخرج من الدور الثاني.
* عام 2000 حرمته الإصابة في
ركبته من المشاركة في أولمبياد سيدني.
ثالث ورابع وخامس العالم
* عام 1994 شارك في بطولة
العالم في فنلندا وحل خامساً.
* عام 1995 شارك في بطولة
العالم في التشيك وأحرز المركز الرابع.
* عام 1998 شارك في بطولة
العالم في السويد وفاز على الألماني بالدور الثالث »وهو روسي الأصل« 3/صفر ثم فاز على
المجري بالنقاط العالية في الدور الرابع وفي الدور الخامس فاز على بطل روسيا
بالتثبيت.
وفي نصف النهائي خسر مع بطل
رومانيا بتواطؤ الحكام »6/5« ولعب على المركز الثالث مع الروسي »بطل العالم وأوروبا« وفاز
عليه »5/2« وأحرز بذلك برونزية بطولة العالم وهو إنجاز مبهر.
ميداليات مثل الرز »31« ذهبية
وبعيداً عن ميدالياته الذهبية
الـ»18« التي ذكرناها والتي حصل عليها في دروات العرب وبطولات العرب ودورات المتوسط
وبطولات آسيا وبطولات العالم العسكرية.. شارك خالد الفرج في العديد من البطولات
الدولية الكبيرة في إيران وتركيا واليونان وروسيا وأرمينيا وبلغاريا
وبيلاروسيا، أحرز خلالها »13« ميدالية ذهبية و»4« فضيات و»4« برونزيات ليصبح رصيده من
الذهب »31« ذهبية
و»4« فضة و»5« برونز.
أليس أسطورة؟!
بعد هذا العرض لهذا الإنجاز
الفريد والغريب وغير المسبوق لرياضي أو لمصارع في العالم وليس في سورية، حيث سيطر على
البساط الأخضر طيلة »16« عاماً في حياته أينما حل وارتحل، وفي أسوأ الحالات وأصعب البطولات
كان يعتلي المنصة ثانياً أو ثالثاً.. فهل هناك من يحمل إنجازاً كإنجاز
الفرح في العالم وسورية؟
كرّمه قائد الوطن
بعد ذهبية المتوسط حظي بتكريم
واستقبال سيد الوطن الراحل العظيم حافظ الأسد الذي كرّمه مع كل حملة الميداليات ونال
منزلاً في إدلب يؤويه مع أسرته الآن.
جملة
مقتبسة من أقوال البطل خالد الفرج
* أجمل لحظات حياتي على الإطلاق
كانت حين تشرفت بلقاء القائد الراحل حافظ الأسد بعد إحرازي ذهبية المتوسط عام 1987